الجمعة، 19 مايو 2017

عن كتاب صبح الأعشى في صناعة الإنشا لمؤلفه أحمد بن علي القلقشندي


بقلم/ أ. صباح سعيد السباعي
.
قد استحوذ على تفكيري المؤلفات والموسوعات العلمية والأدبية الكبيرة، كم أخذت من الجهد وكم كان الإخلاص هو الدافع للتأليف. 
مثال ذلك كتاب صبح الأعشى في صناعة الإنشا، لمؤلفه أحمد بن علي القلقشندي المتوفى 821 هجرية /1418/ ميلادية. 
وقد شرحه وعلّق عليه وقابل نصوصه محمد حسين شمس الدين. 
وهو القاضي شهاب الدين، أحمد بن عبد الله بن أحمد القلقشندي؛ ولد بقلقشندة، إحدى قرى مديرية القليوبية بالديار المصرية: من أصل عربي صميم، من بني بدر بن فزارة من قيس علوان. 
وقد درس القلقشندي بالقاهرة والإسكندرية على أكابر شيوخ العصر، وتخصص في الأدب والفقه الشافعي، وبرع في علوم اللغة والبلاغة والإنشاء؛ وقد أجازه الشيخ ابن الملقن بالفتياوالتدريس على مذهب الإمام الشافعي. 
تسمية الكتاب:
( صبح الأعشى في صناعة الإنشا) ، وهي التسمية التي ذكرها المؤلف في مقدمته؛ نعتقد أنها أكثر ملاءمة لمضمون الكتاب وللغرض الذي من أجله وضع، فالمؤلف يتوجه أساسًا إلى شخص محدد ( موظف)، وهو كاتب الإنشاء، يزاول مهنة محددة، وهو يريد أن يزوده بجميع مستلزمات قيامه بمهمته الديوانية. 
منهجه:
اعتمد القلقشندي في جمع مادة موسوعته وتأليفها على نوعين أساسين من المصادر هما: محفوظات ديوان الإنشاء من الوثائق والمراسلات السلطانية والدبلوماسية، والثاني أمهات الكتب والمصنفات في مختلف ميادين العلم والأدب. 
أضف إلى ذلك المشاهدة العيانية والمعايشة للأحداث. 
اتبع منهجًا علميًا يقوم على وحدة الفكرة، وعلى أسلوب التفريع داخل إطار محدد مرسوم، فهو ناقل أمين لا ينسب آراء غيره لنفسه، الاستقراء منهجه. 
قسم كتابه إلى عشر مقالات تسبقها مقدمة وتلحق بها خاتمة. 
ونسج كتابه على منوال أدباء عصره من أصحاب الأساليب البديعية من سجع وجناس وترصيع وتورية ومقابلة وطباق. 
محتويات الكتاب:
1_مقدمة 
2_ المقالة الأولى عن مجموع المعارف التي يحتاجها الكاتب في ديوان الإنشاء للقيام بمهمته. 
3_ في المسالك والممالك أي الجغرافيا
4_ذكر الأسماء والكنى والألقاب وبيان مقادير قطع الورق. 
5_ فهرس مطول لألقاب الملوك وأرباب السيوف والعلماء والكتاب والقضاة، مرتبة على حروف المعجم. 
6_ مسألة الولايات 
7_ وصايا دينية 
8_ التحدث عن الإقطاعات
9_ الأيمان وأنواعها، منذ الجاهلية وفي عصور الإسلام. 
10_ عهود الأمان والهدن وأنواعها وصيغها. 
11_ فنون الكتابة منها المقامات والرسائل 
12_ الخاتمة ذكر فيها البريد وتاريخه في مصر والشام وطرائق نقله. 
مؤلفاته:
صبح الأعشى في كتابة الإنشا 
ضوء الصبح المسفر وجنى الدوح المثمر(مختصر كتاب صبح الأعشى )
نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب 
مآثر الإنافة في معالم الخلافة
يبدو أن مثل هذه الأعمال والإنتاج في العصر المملوكي كانت نوعًا من التعويض عن الخسائر التي أصابت الثقافة العربية على أثر الغزو المغولي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق